Page 126 - web
P. 126
دراسات أمنية
عرض
دراسة
الروابط الم ُستج َّدة بين
الإرهاب والجريمة الم ُن َّظمة
ذات طبيعـة انتهاز َّيـة متغ ِّرية ُتسـهم في نشـأتها صـدر عـن مركـز البحـوث بجامعـة نايـف العرب َّيـة ابتهال الطلحي
دوافـع تنظيم َّيـة ،أو عوامـل بيئ َّيـة ،أو كلاهمـا مـن للعلـوم الأمن َّيـة أحـد التقاريـر المهمـة التـي ترصـد جامعة نايف العرب َّية للعلوم الأمن َّية
جانـب ك ٍّل مـن التنظيمـات الإرهاب َّيـة أو الإجرام َّيـة. طبيعـة وتطـورات الروابـط بني الإرهـاب والجريمـة
وتتم َّثـل أهـم الروابـط الم ُسـتج َّدة في :التحـ ُّول الم ُن َّظمـة ،حيـث يشـ ِّكل الإرهـاب والجريمـة الم ُن َّظمـة 124
التنظيمـي للتنظيمـات الإرهاب َّيـة والإجرام َّيـة، تحديـات أمن َّيـة كربى نسـتطيع أن نصفهـا بالهجني
والدمـج التكتييك ،وعمل َّيـة التجنيـد ،والسـيطرة أو ذات الحديـن ،حيـث إنهمـا مـا زالا يمثالن خطـ ًرا
بوصفهمـا ظاهرتني منفصلتني ،بالإضافـة إلى أن
على الأراضي والتحالـف الإسرتاتيجي. العلاقـة بينهمـا أصبحـت تمثـل خطـ ًرا مـن نـوع آخـر
وفي تحليل أشكال الصلة بين الإرهاب والجريمة على الأمـن العالمـي وعلى أمـن المنطقـة العرب َّيـة التـي
الم ُن َّظمـة ،أشـار التقريـر إلى أن العلاقـة قـد تكـون تعـد مـن أكرث المناطـق المسـتهدفة لعمليـات الإرهـاب
موجـودة كاتحـاد ،أو تعـاون ،أو تعا ُيـش ،أو والجريمـة الم ُن َّظمـة .إن غيـاب الدراسـات العرب َّيـة
تقـا ُرب ،أو تحـ ُّول ..فعلى الرغـم مـن أن الإرهـاب المتع ِّمقـة في العلاقـة بني الإرهـاب والجريمـة الم ُن َّظمـة
والجريمـة الم ُن َّظمـة بوصفهمـا ظاهرتني منفصلتني جعل تناول هذا الموضوع أحادي الرؤية من منطلق
كانتـا مـن موضوعـات البحـث الأكاديمـي لسـنوات دراسـات غرب َّيـة قـد تكـون ذات أيديولوج َّيـة سياسـ َّية
كثيرة ،فإن الصلة بينهما لم ير َّكز عليها إلا مؤخ ًرا؛
حيـث يعتقـد بعـض العلمـاء أن الجريمـة الم ُن َّظمـة أو توجهـات فكر َّيـة معاديـة للمنطقـة العرب َّيـة.
والإرهـاب «ظاهرتـان منفصلتـان» وأن العلاقـة وقـد جـاء هـذا التقريـر لتجسري هـذه الفجـوة
بينهمـا متلازمـة جديـدة .و َوف ًقـا لذلـك ،فقـد أ َّكـدت وتقديـم مقاربـة عرب َّيـة علم َّيـة موضوع َّيـة تو ِّضـح
أغلب َّيـة الدراسـات الحديثـة أن الصلـة بني الجريمـة الارتبـاط بني الأعمـال الإرهاب َّيـة والجريمـة الم ُن َّظمـة
والإرهـاب تحـدث في أربعـة أشـكال مختلفـة في بعيـ ًدا عـن البعـد الفكـري والعقـدي للمجموعـات
نطاقات معينة :التحا ُلفات ،والدوافع العمل َّيات َّية، الإرهاب َّيـة؛ إذ إنـه مـن المعلـوم أن الإرهـاب لا ديـن لـه
والتقـارب التجـاري أو السـياسي ،ومـا تسـميه «تمـارا ولا جنـس ولا عـرق .وهـذا مـا سـيؤ ِّكده التقريـر مـن
ماكارينكـو» متلازمـة الثقـب الأسـود ،وهـو مـا يشري خالل أمثلـة علم َّيـة واقع َّيـة تسـعى إلى التمييـز بني
إلى منطقـة جغراف َّيـة محـددة تفتقـر إىل الحوكمـة الظاهرتني مـن حيـث الهيـكل والتنظيـم والدوافـع
والأمـن ،وغال ًبـا مـا تجـري السـيطرة على جـزء مـن
أراضيهـا أو كاملهـا مـن ِق َبـل مجموعـات قـادرة على والسـمات التشـغيل َّية.
السـيطرة على الاقتصـاد والحصـول على النفـوذ. وعـن طريـق مقاربـة متعـ ِّددة المنهج َّيـات ،تو َّصـل
وهـذه المنطقـة هـي نتيجـة الالتقـاء بني التنظيمـات التقريـر إلى الكشـف عـن الروابـط الم ُسـتج َّدة بني
الإرهـاب والجريمـة الم ُن َّظمـة ،التـي تتصـف بكونهـا